الأحد، 17 مايو 2015

إلا ليعبدون؟


أنبل رسالة؟
قال الله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات 56،
 يبين لنا المولى جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أوجدنا في هذه الحياة لتأدية رسالة هي من أنبل الرسالات التي دعا إليها أنبياء الله تعالى وهي عبادة الله وحده لا شريك له، هذه العبادة بمفهومها الواسع والتي تشمل كل ما يحتاجه الإنسان من علم وعمل لصلاح دينه ودنياه، بشرط الموافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال جل وعلا : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} الملك 2، قال الفضيل عليه رحمة الله في معنى هذه الآية – أحسن عملا :أن يكون العمل خالصا صواباً – خالصاً لله تعالى ووفق ما شرعه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
وهذه العبادة الشاملة لا تتم على وجهها الصحيح والمطلوب والمشروع، حتى تتوفر نعم تتم بها، وهذه النعم أودعها الله في هذا الكون الرحب، وأمر الله الإنسان بالبحت عنها والعمل لكسبها.
وقد خلق الله تعالى الإنسان وأودع فيه غرائزاً تشده إلى هذه الحياة، فمن شأن الإنسان الخلود إلى الراحة، والترفيه عن النفس، كما زين له حب الشهوات من النساء والبنين والخيل المسومة والأنعام والحرث، وغيرها من زينة الحياة الدنيا، والمولى جل وعلا طلب من عباده السعي والمشي في مناكب الأرض لجلب الرخاء والهناء واستتباب الأمن والعافية , قال الله تعالى : {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (*) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} قريش : 3-4.،
ثم أمر الله تعالى بانتهاج النهج السليم في طلب الرزق وذلك بأن يسلك العبد الطريق الحلال الطيب، وكم من آية في القرآن وضحت لنا مسلك الأنبياء في طلب الرزق وهم خير أسوة وقدوة في هذا الأمر الجليل قال الله تعالى :" {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }المؤمنون51، والخطاب في الآية عام للرسل- عليهم السلام- وأتباعهم، وفي الآية دليل على أن أكل الحلال عون على العمل الصالح، وأن عاقبة الحرام وخيمة, ومنها رد الدعاء.
نسأل الله السداد والرشاد .
******
للشيخ عبد الله لعريط .

هناك تعليقان (2):