الأحد، 17 مايو 2015

الإصلاح؟


الدعوة للإصلاح؟
قال الله تعالى: : {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104.
وعن تميم بن أوس الداري أن النبي قال": الدين النصيحة ثلاثاً قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" .رواه مسلم.
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ : بعدما ذكرنا الباري سبحانه وتعالى بنعمة الأخوة التي لسببها شرع الله تعالى شريعة الإسلام فقال جل وعلا :" فأصبحتم بنعمته إخوانا.
" أي : بنعمة الإسلام وتعاليمه الهادية أصبحتم إخوانا بعدما كنتم أعداء مزقتكم الفتن وشتتكم المحن .
فاحمدوا الله تعالى على هذه النعمة وكفى بها نعمة .
لكن من سنن الله في خلقه أن تظهر بين المسلمين نزاعات وخصومات وفتن وهذا أمر محتوم قال جل وعلا :" الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2}العنكبوت ، فهذا لاغرابة فيه ، لكن ماذا يكون موقف الفرد وموقف الجماعة حين ظهور الفتن بينهم.؟
المولى جل وعلا ثنى مباشرة بعد ذكر الأخوة بقوله ولتكن منكم أمة ، للإشارة إلى ضرورة وجود علماء ومصلحين وأئمة هدى في كل عصر ومصر مهمتهم الأساسية هي إطفاء نار الفتن التي قد تشب بينهم .
فمن واجب السلطان والحاكم أن يعيّن فئة من العلماء والمصلحين يقومون بمهمة النصح لعامة المسلمين وخاصتهم كالأمراء والرؤساء وغيرهم .
ويجب أن يكون هؤلاء على تقوى من الله حتى تنحصر دعوتهم في ما يرضي الله وحده حتى ولو أغضب ذلك كل الناس .
الهدف الأسمى والغاية العليا من دعوتهم هو لم الشمل وتوحيد الصف ،لأن الله جل وعلا قبل أن يشير لهذه الآية بين أولا التقوى وثانيا الإعتصام وشدد الروابط وعززها بكلمة "جميعا" حتى لا يجد أهل التأويل سبيلا يتخذون منه مبررا للدعوة لفك الروابط وتفكيك الصفوف .
ولتكن منكم : وهنا نقف إخواني وقفة نأخذ منها عبرة هي صالحة خاصة في زماننا : 
صحيح أننا ندعو الدعوة العامة التي لا تحدها حدود لكن مادام حالة الأمة على هذه الشاكلة من انقسام وكل دولة لها حاكم وتحدها حدود هنا يجب على كل حاكم دولة أن يتخذ لدولته بطانة صالحة من العلماء والمخلصين ينصحونه لما فيه خير البلاد والعباد .
العبرة " منكم": فحينما تحل بهذه البلاد شدة وربما فتنة وخصام ونزاع هنا يجب أن تقوم هذه الفئة بمهمتها من الدعوة للم الشمل وتوحيد الصف وإطفاء نار الفتنة ، لأنهم هم أعلم بأحوال رعية بلادهم من غيرهم .
----
احذروا من دعاة الفتن وتذكروا : يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا .
واعلموا أنه لا نجاة إلا لمن رحم ربك .
وارحموا ترحموا .
******
للشيخ عبد الله لعريط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق