الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

كاف

  وقفة مع آية :


قال الله تعالى :"﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ " [الزمر: 36].
العبد في هذه الحياة الدنيا يصاب بالهم والغم والحيرة والمرض والضر والشدة وهو بحاجة لمن ينصره ويعينه ويهديه ويشفيه ويفرج عنه .
وفي غالب الأحيان توجد من المشاكل والهموم والأحزان ما لا يستطيع أحدا أن يكشفها ويذهبها ويفرج عن صاحبها .
هنا وفي مثل هذه الظروف العصيبة والشدائد المهيبة تتدخل عناية الله بالفرد أو الجماعة ، فإذا توفر الشرط توفر التدخل .
وشرط الله في التدخل بعنايته وحفظه ورحمته هو أن يلتجئ المضطر لربه وحده لا شريك له ، فحينما تخلص الجماعة أو الفرد لجوءهم للرب تقدس وعلا سوف تتجلى لهم عناية الخالق تبارك وتعالى بهم ، فيزداد بها المؤمنون هداية لهدايتهم ويدخل الله بها من يشاء في رحمته ويصرف بها من يشاء عنها وله في ذلك الحكمة البالغة .
قال الله تعالى :" { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل 62].
المضطر : الذي تقطعت به الحبال التي تربطه بالبشر فلم يبق له سوى حبل خالقه جل وعلا فاضطر للإستغاثة به ، ومن العجب أن الله قبله وأجاب دعوته وكشف عنه كربه وزاده من فضله ، .فاللهم أرنا من عجائب مقدرتك .
أليس الله بكاف عباده في الأولين والآخرين .
فالتوبة والفرار إليه والتوكل عليه والإستغاثة به والرجاء في عفوه وعافيته هي الملجأ وهي النجاة .
ففروا إلى الله فهو الكافي والشافي والوفي والمعافي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق