الأحد، 12 نوفمبر 2017

تدبر آية؟


سؤال في معنى " ولسوف يُعطيك ربّك فترضى". 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
هذه آية عظيمة تنشرح لها الصدور وتطمئن بها الأفئدة وتسر بها النفوس .
وهذا وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بخير الدنيا والآخرة .
أي : سوف يعطيك ربك من الفضائل والآلاء والنعم ما ترضى به نفسك وتقر به عينك .
وقد أعطاه الله من الدنيا المكانة الرفيعة فكان رسولا نبيا عزيزا مكرما ، وحبب الله إليه قلوب أتباعه ، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس ، وفتح الله عليه الفتح المبين ، وفضائل الدنيا بلا حصر ، كما وعده الله بالشفاعة لأمته يوم القيامة وأعطاه الكوثر وسبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، ووعده الله المقام المحمود وفضله عليه في الآخرة بغير حساب .
وهذه المنن والفضائل ما جعلت النبي صلى الله عليه وسلم راض عن مولاه جل في علاه ، وهي ما جعلته يزيد عزما وتباتا ويقينا وصبرا ومجاهدة .
وهي لأمته جميعا حيث لا يزال المولى جل وعلا يوالي على أمته المنن والفضائل التي لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى .
وأعظم فضل تفرح به الأمة وتسعد يوم تسترجع مكانتها وعزتها وريادتها ويعود الأقصى الشريف للمسلمين وبين أيديهم ،" لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)". الروم .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأخذل أعداء الملة والدين وأدم علينا مننك وفضائلك يا أرحم الراحمين .

الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

فاعتبروا يا أولي الأبصار ؟؟

فاعتبروا يا أولي الأبصار ؟؟
**********************
قال الله تعالى في سورة الحشر :" يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" (2).
هذه وقعت في يهود بني النضير حينما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم صالحهم على الجلاء ، ثم بعدها هدموا بيوتهم وممتلكاتهم بأيديهم ليحملونها معهم أو ليمنعوا المؤمنين من الاستفادة منها .
والعبرة هي قول الباري سبحانه وتعالى :" فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ". أي لتكن لكم أيها العقلاء من المؤمنين عبرة فلا تقعون في مثل ما وقع فيه هؤلاء من غدر ومكر وطغيان فيحل بكم ما حل بهم ، والسنن لا يغيرها الله تعالى بزمان ولا مكان ولا إنسان .
واليوم نرى بأم أعيننا ما حل بديار المؤمنين من هدم وخراب بأيدي طائفة منهم .
والسبب في ذلك يعود للغدر والمكر والطغيان على أوامر الديان .
أفلا تكن لنا عبرة فننتهي ونعود لنصطلح مع الله ومع أنفسنا ونصطلح مع بعضنا .
أم هو العناد والكبر والعتو وبالتالي نهاية حتمية للجلاء من رحمة الله إلى الخزي والعار و الشنار وإلى النار وبئس القرار .
اللهم أبرم لأمتنا ابرام رشد وهداية ونعوذ بك من غضبك والنار .
------
للشيخ عبد الله لعريط .

السبت، 4 نوفمبر 2017

معنى الرزق؟

تدبر آية .
********
قال الله تعالى :" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) *رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " النور .
معنى الرزق بغير حساب .
أي يأتيك حيث لم تضع ذلك في حسبانك .
ويأتيك من حيث لا تدري .
من أسباب الرزق بغير حساب : المحافظة على صلاة الجماعة في بيوت الله تعالى .

ربما تظن أنك بالتزامك الجماعة ومحافظتك على الصلاة في بيوت الله ، قد فوتت على نفسك فرصا لكسب الأرزاق .
لكن في الحقيقة قد فاتك شيء من كسب الدنيا في هذه الأوقات التي رابطت فيها في المساجد .
أشير إلى أمر يجب اليقين به .
هو أن الرزق ليس محصورا في أكل وشرب وكسب مال ومتاع .
هناك من الأرزاق ماهو أفضل من ذلك كله .
مثلا : القناعة هي من أعظم الأرزاق .
كم من شخص يلهث وراء الدنيا لهث الكلاب ، تراه لدينه مضيع ،ويجمع ويمنع ويأكل ولا يشبع ، لديه مالا كثيرا وإذا رأيته حسبته مسكينا أو فقيرا .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ ". صححه الألباني رحمه الله .
فمن أقبل على الله جمع الله له الدنيا والآخرة .
ومن أدبر من الله وأقبل على دنياه أبعده الله وأخزاه وأفقره وأرداه .
فاحفظ يحفظك الله .

الجمعة، 3 نوفمبر 2017

تدبر آية؟؟

تمعن في هذه الآية .
------------------
 قال الله تعالى ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [سورة النمل آية: 62].
أمن : استفهام من الله لكل نفس منفوسة في هذه الحياة .ومعناه : من هو ومن هذا الذي ومن غير الله ؟؟
يجيب : يستجيب بغير وساطة وفي الحين .
المضطر :من حلت به مضرة واحتاج لمن يمد يد العون له .
يكشف : يزيل فلم يبقى له أثر .
 وهذه الآية عظيمة النفع بالنسبة لكل من حلت به شدة أو نزل به هم وغم أو اشتد عليه أمر ، فعليه أن يتوجه للرب سبحانه فهو الوحيد الذي تجد عنده حاجتك .
الضر : كل ما يصيب العبد في نفسه من مرض وهم وغم .
وهي أمور صعبة فمن الأمراض من لا يجد لها أطباء الدنيا علاجا .
ومن الهموم ما يتوقف عندها كل علم .
 وهذه المشاكل النفسية العويصة التي لا يجد لها الناس حلولا مهما حاولوا لها علاجا ، بل لو تجتمع الجن والإنس فلا يستطيعون كشف الضر عنهم ولا تحويلا ، هذه من آيات الله الدالة على عظيم قدرته ، وأنه متفرد بملكه والعباد فقراء لمدده وعونه .
تتقطع بالعبد الحبال وتضيق به السبل وتسد دونه الأبواب فلا يجد لما حل به منفذا سوى باب السماء .
 وهنا تتجلى رحمة الله بعباده ، فلو كان أحد غير الله لقال بلسان الحال : اذهب للذين طلبتهم وعرضت حاجتك لهم ، لكن سبحانه وتعالى رغم رجوع العبد إليه ليس طواعية ولكن مرغما ، فإن الله يقبله ولا يرده خائبا مكسوفا أسفا .
تمعن : يجيب ، يكشف ، يجعل .
ثلاثة منن متوالية لكل مكروب ومهموم .
- لا يخيب دعوة من دعاه .
- يعطيه كل ما سأله .
- يجعله من خير خليفته في أرضه .
 عظيم أمر الباري سبحانه وتعالى : فقد يحل بك هذا الضر العويص ليمدك بعطائه ويزيدك من فضله ، فيكشف عنك ضرك ويرفع مكانتك بين خلقه ويجعلك خليفة له في أرضه .
وهي : للموحدين والمخلصين والصابرين ولأهل الذكرى الذين يتذكرون بآيات الله في خلقه .
 اللهم لا تخيبنا ونحن نرجوك ولا تعذبنا ونحن ندعوك .