الثلاثاء، 21 مارس 2017

فقه آية

فقه آية : 
للشيخ/ عبد الله لعريط .
---------------------
 قال الله جل وعلا :"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ". فصلت (39).
خاشعة : يابسة متهشمة لا حياة فيها .
أنزلنا عليها الماء : أي الغيث واللمطر .
اهتزت : تحركت .
وربت : ارتفعت بالنبات .
لطيفة : صحراء قاحلة جافة لا ترى فيها أي اثر للحياة .
 إذا أراد الله لها حياة وحركة وبركة أنزل عليها الماء ، وما هي إلا أيام قليلة حتى ترى الحياة دبت فيها بنمو النبات وانتشار الدواب فيها .
والسؤال : أين كانت تختفي هذه الحياة .؟ فليس بوسع الإنسان رؤيتها ؟
هكذا الحياة الآخرة .
 فليس بوسع الإنسان رؤيتها ، لكن بالعلم والتدبر في بديع صنع الباري سبحانه يتوصل الإنسان لمعرفة هذه الحقيقة الغيبية .
قال الله تعالى :"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (1900) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" آل عمران (191) .
 يتفكرون : وسيلة من وسائل الإدراك التي تكشف لك الحقائق المخفية والتي من أجلها أوجدك الله تعالى ، ومن أعظمها اليوم الآخر ، ومن أجلها النار - عياذا بالله - .
الفكر قسمان : قسم منه يتدبر ويتمعن ويصل لحقائق غيبية عجيبة .
والقسم الآخر : يؤمن بهذه الحقائق ويستسلم لصنع الخالق فيها .
 هناك من يمتلك شطر من فكره : فالكافر قد يصل لهذه الحقائق لكن لا يؤمن بخالفها ، وهذا قد عطل شطرا من تفكيره فباء بالخسرا .
 وهناك من يمتلك الشطر الآخر : المؤمن مسلم ومستسلم لربه حتى ولو عطل شطر التدبر ، لذلك سمي بالمسلم .
 وهناك من جمع بين القسمين وهذه أعظم مراتب العبودية ، كما كان عليه الأنبياء والصالحين .لذلك الباري يبحانه قال : آيات لأولي الألباب .العقول السليمة والأفهام المستقيمة .
 اللهم هب لنا من لدنك إيمانا يباشر قلوبنا ويقينا تستنير به عقولنا وعلما نزداد به قربا لمراضيك ، ورزقا نستعين به على طاعتك .
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق