الجمعة، 24 مارس 2017

تدبر آية؟

فقه آية :
------
 قال الله تعالى :" الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)".آل عمران .
جاء في السيرة النيوية لابن هشام رحمه الله ، عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال،فلما كان الغد من يوم أحد، يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال، أذَّن مؤذِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بطلب العدو، وأذَّن مؤذِّنه أن: " لا يخرجنَّ معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس ". فكلمه جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام فقال: يا رسول الله، إنّ أبي كان خلَّفني على أخوات لي سبع، وقال لي: " يا بني، إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن، ولستُ بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي! فتخلَّف على أخواتك "، فتخلفت عليهن. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج معه. وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبًا للعدوّ، ليبلغهم أنه خرج في طلبهم، ليظنوا به قوة، وأنّ الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم.

الفوائد :
1- الشدة والمصيبة والخطب والكرب في الطريق إلى الله من سنن الله في خلقه ولا تبديل لسنة الله .
2- لا فتور ولا استكانة ولا ركون للدنيا بعد المصاب .
3- ضرورة الجد في الأمر والإستعانة بالله في كسب القوة .
44- التحول من القوة للضعف ومن العافية للخوف ومن النصر للخذلان ليس معناه الفشل وترك المجاهدة بل معناه تجديد القوة وتصحيح الخطأ ومواصلة العمل .
5- التقوى والإحسان خير زاد للمصابين وخير عون للراجلين في طريقهم لرب العالمين .
6- لاتفرح بما جاءك  ولا تحزن لما فاتك فكل يوم هو في شأن .
اللهم ثبتنا على طاعتك واهدنا لمرضاتك وتوفنا على الإيمان واحشرنا في زمرة أهل البر والإحسان

الثلاثاء، 21 مارس 2017

فقه آية

فقه آية : 
للشيخ/ عبد الله لعريط .
---------------------
 قال الله جل وعلا :"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ". فصلت (39).
خاشعة : يابسة متهشمة لا حياة فيها .
أنزلنا عليها الماء : أي الغيث واللمطر .
اهتزت : تحركت .
وربت : ارتفعت بالنبات .
لطيفة : صحراء قاحلة جافة لا ترى فيها أي اثر للحياة .
 إذا أراد الله لها حياة وحركة وبركة أنزل عليها الماء ، وما هي إلا أيام قليلة حتى ترى الحياة دبت فيها بنمو النبات وانتشار الدواب فيها .
والسؤال : أين كانت تختفي هذه الحياة .؟ فليس بوسع الإنسان رؤيتها ؟
هكذا الحياة الآخرة .
 فليس بوسع الإنسان رؤيتها ، لكن بالعلم والتدبر في بديع صنع الباري سبحانه يتوصل الإنسان لمعرفة هذه الحقيقة الغيبية .
قال الله تعالى :"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (1900) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" آل عمران (191) .
 يتفكرون : وسيلة من وسائل الإدراك التي تكشف لك الحقائق المخفية والتي من أجلها أوجدك الله تعالى ، ومن أعظمها اليوم الآخر ، ومن أجلها النار - عياذا بالله - .
الفكر قسمان : قسم منه يتدبر ويتمعن ويصل لحقائق غيبية عجيبة .
والقسم الآخر : يؤمن بهذه الحقائق ويستسلم لصنع الخالق فيها .
 هناك من يمتلك شطر من فكره : فالكافر قد يصل لهذه الحقائق لكن لا يؤمن بخالفها ، وهذا قد عطل شطرا من تفكيره فباء بالخسرا .
 وهناك من يمتلك الشطر الآخر : المؤمن مسلم ومستسلم لربه حتى ولو عطل شطر التدبر ، لذلك سمي بالمسلم .
 وهناك من جمع بين القسمين وهذه أعظم مراتب العبودية ، كما كان عليه الأنبياء والصالحين .لذلك الباري يبحانه قال : آيات لأولي الألباب .العقول السليمة والأفهام المستقيمة .
 اللهم هب لنا من لدنك إيمانا يباشر قلوبنا ويقينا تستنير به عقولنا وعلما نزداد به قربا لمراضيك ، ورزقا نستعين به على طاعتك .
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات

الاثنين، 13 مارس 2017

مع آية؟

بسم الله الرحمان الرحيم .
وقفة مع آية : 
قال الله تعالى :" إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون .". المؤمنون 112 .
جزيتهم اليوم :المؤمنون قد لا يكون جزاؤهم في الدنيا سوى البلاء و الإبتلاء  ومعظم أنبياء الله تعالى مر بهم من البلاء ما لم يمر على أحد من خلقه ..
لذلك إني جزيتهم اليوم : إني : فلا يوف ثوابهم سوى الله وحده .
اليوم : أي يوم القيامة عند ربهم في جنات النعيم ..
فالمؤمن لا ينتظر من أعماله ثواب الدنيا  ، بل قد يكون ورعا تقيا ولكن تسلط عليه الهموم والغموم والمصاعب والشدائد في هذه الحياة و هي سنة الله في الأولين من الصالحين .
لكن هذا لا ينفي أن يثاب المؤمن على أعماله الصالحة ثواب العاجلة ، وهي حسنة الدنيا  ، كما في قول االباري سبحانه وتعالى : "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ." . البقرة .
 صبروا : الصبر هو الزاد الذي يوصل لنيل ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة .صبروا على الطاعة بآدائها على أتم وأكمل وجه .
وصبروا على المعصية باجتنابها والتورع منها .
صبروا على أقضية الله تعالى بتحملها والتسليم لها .
صبروا على شدائد ومحن الدنيا واحتسبوا أجرها لله تعالى وحده .
 هؤلاء هم الفائزون : هذا هو الفوز المبين الذي ينبغي لكل عامل وراغب أن يسعى إليه سعي الضمآن للماء البارد في حر الصيف .
لمثل هذا فليعمل العاملون وليتنافس المتنافسون .